بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الطّريق واحد (شاذليّة ـ نقشبنديّة . . . ) ولكن طُرق الولاية متعدّدة . فمَن لا يتمسّك بنفسه يرى
كلّ الطّرق حقّاً ، ولكن يحب طريقه أكثر . الهدف واحد وهو الله .
فكما أنّ التّعصّب في العروق أو المذاهب مخالف للشّريعة والطّريقة والحقيقة ، كذلك التّعصّب للطريق .
الذي لا يريد أن يكون هناك طريق غير طريقه فهو بخيل لا يحبّ أن يكون ورّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرون .
ولكنّ الطّريقة الشّاذليّة لها ميزات ، أهمُّها :
الطّريقة الشّاذليّة طريقة علميّة عمليّة ، وعلومها قسمان:
-
- أ ـ كسبي: وهو المعهود عند أهل العلم .
- ب ـ لدنّي: وهو ثمرة التّقوى والإخلاص والصّدق . ومشايخ النقشبنديّة يُقرُّون بهذا ، ومنهم الشّيخ ضياء الدّين كُمُشْخانَوي الذي ذكر ذلك في كتابه ( جوامع أصول طرق التصوّف ) .
اشتغالهم بالذّكر أكثر من الطّرق الأخرى:
- في الطّرق الأخرى يوجّهون مريديهم إلى الذّكر ويتركونهم بحالهم ، ولكن في الطّريقة الشّاذليّة يوجّهون المريدين إلى الذّكر ويشدّون عليهم ويحرّضونهم حتّى يخرجوا من الطّبيعة البشرية .
هذه الطّريقة ليست إرثيّة:
- بل شيخ الطّريقة الشّاذليّة يفتّش حتّى يجد واحداً لـه أهليّة ليكون خادم المؤمنين بإذن من الله ورسوله . وإذا لم يستقم يأخذ الإذن منه ، لأنّه أمانة . كما يحاول الصّائم تأمين طعامه قبل المغرب كذلك يحاول الشّيخ البحث عن خليفة له .
إذا جاء الإذن لواحد يكتبون لـه الإجازة:
- وذلك بعد أن يتبيّن لهم صدق ذلك الذي جاء له الإذن واستقامته كذلك .
دستور هذه الطّريقة المباركة:
- الكتاب والسنّة والتّمسّك بهمـا .
لا يطلبون الدّنيا ولا الآخرة بل يطلبون رضا الله واتّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- ولا يعبدون خوفاً من نار ولا طلباً لِلذائذ الجنّة ، لأنّ جنّتهم في الدّنيا ، تلك هي جنّة العارفين . ولكن يطلبون الجنّة ليكونوا مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً . هذه المعيّة مطلوبة ومرغوبة عندهم لأنّ هذا موافق لرضا الله تعالى جلّ جلاله ، ومقيّد بطاعته واتّباع رسوله .
لا يطلبون الكرامات:
- الكرامة الكبرى عندهم ـ رضي الله عنهم ـ الاستقامة على الشّريعة . لا ينكرون الكرامات بل يعتبـرونها من الحظوظ .
أفراد هذه الطّريقة المباركة:
- ـ نحن نتكلّم عمَّن فهم الطّريقة ـ إذا رأوا مخالفة من شيوخهم في حياتهم لا يتّبعونهم ، ويقولون لهم صراحة ولا يرضون بتلك المخالفة الشّرعيّة .
كلّ مريد فيهم:
- لـه صلاحيّة الكلام مع شيوخهم في المذاكرة والأسئلة ، مع الحرمة التّامّة لشيوخهم .
التّمكين:
- وهو تحمّل التجلّيات الإلهيّة بأنواعها .